photo credits: John Atherton

من بين الشباب الذين يغادرون القارة الأفريقية، لا نجد فقط الفقراء والأميين الذين يفرون من البؤس المدقع. هناك أيضا العديد من الشباب ذوي الكفاءة المهنية و التعليم العالي الذين يختارون ترك أو عدم العودة الى افريقيا بعد التخرج. بعض منهم على استعداد حتى لمواجهة أخطار السفر غير النظامي للوصول إلى دول  يعتبرونها أقدر على تقييم قدراتهم. ليس من غير المألوف أن يكون هناك من بين المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم لعبور الصحراء والبحر شباب من حاملي الشهدات و الكفاءات ومن الحرفيين المتخصصين . ثروة بشرية حقيقية تترك القارة.   ء

بالمقابل هناك من اتخذ الخيار المعاكس. قرروا البقاء أو العودة إلى أفريقيا وبناء مستقبلهم بين اهلهم و اصحابهم، في بلدهم. "تقدم أفريقيا العديد من الفرص لمن يعرف اغتنامها"  يقول البعض منهم.   ء

هم شباب  مبتكرون، ذوي القدرات في الإبداع  والتسيير، وأصحاب مشاريع شجاعة. بدأ البعض منهم من الصفر، والآخر مع فكرة كبيرة ورأس مال قليل. هم مقاولون و مخترعون شباب ملأت أسمائهم عناوين الصحف. وتقول رواياتهم أن هناك أملا في أفريقيا. و ما يلزم لتحقيق الحلم هي الأفكار الجديدة و الشجاعة.  ء

معظم النشطات الإقتصادية  في القارة هي تجارية و غالبا ما تساهم في إفقار البلاد. حيث غالبا ما تصدر المواد الخام بأسعار منخفضة جدا وتستورد المنتجات المصنوعة من الخارج، بأثمان باهظة، مما يزيد من فقر و عدم الإكتفاء الذاتي للقارة.  ء

ولكن في السنوات الأخيرة المزيد من الشباب يأتون بأفكار مبتكرة تساهم في انتعاش اقتصادي في أفريقيا. وهنا نذكرعدد قليل منهم:   ء

فيرونا مانكو واللوحة الإلكترونية الأفريقي الأولى  (الكونغو - برازافيل)، وينفريد سيلبي ودراجاتها الخيزرانية (غانا)، سام كودو و حلم الكمبيوتر للجميع (توغو)، بيليكيس اديبيي، ملكة "القمامة" في لاغوس (نيجيريا)، كوزماس أوتشيينغ الذي ينتج الوقود الحيوي والأسمدة المحترمة للبيئة (كينيا)، جويل موالي الذي يدير شركة صفية مياه الأمطار (كينيا)، أندرو مابويا الذي  قدره 18 $ ويوجه شركة من 15 موظفا (أوغندا).  ء

لكن القائمة ليست شاملة ولا يمكن إحصاء عدد الشباب الشجاع والمبتكر في افريقيا بالضبط. ونحن من جانبنا سنعى لروايت حكياتهم كلما نلتقي بهم.   ء